المعماري الأردني سيف سميرات يحظى بمنحة جامعة نيوكاسل العالمية كقائد مسؤول من بين مرشحين من مختلف دول العالم
سيف سميرات .. من المحليّة الى العالمية
في إنجاز أردني لافت، حصل المعماري الأردني سيف سميرات على منحة «القادة ذوي التأثير المسؤول» من جامعة نيوكاسل البريطانية (Newcastle University)، وهي منحة دراسية مرموقة تُمنح لشخصٍ واحد فقط على مستوى العالم، بعد عملية اختيار تنافسية صارمة ترتكز على الرؤية القيادية، والتأثير الحقيقي، والقدرة على بناء أنظمة قابلة للتوسّع والتطبيق في سياقات متعددة.
وتأتي هذه المنحة ضمن إطار برنامج ماجستير إدارة الأعمال (MBA) في جامعة نيوكاسل، إحدى الجامعات العريقة وعضوًا مؤسِّسًا في مجموعة «رَسِل» البريطانية التي تضم أبرز الجامعات البحثية في المملكة المتحدة، كما جاءت الجامعة في المرتبة 26 عالميًا حسب تصنيف شنغهاي للجامعات في مجال إدارة الأعمال.
من التميّز المحلي إلى الريادة العالمية
لم تكن هذه الخطوة المفصلية في مسيرة سيف سميرات هي المحطّة الأولى في حضوره الدولي؛ إذ سبق له أن مثّل الأردن في مؤتمر «أدوبي ماكس» العالمي للتصميم والإبداع في الولايات المتحدة عامَي 2016 و2017، ليكون من أوائل المعماريين الأردنيين الذين عرضوا تجاربهم الإبداعية في هذا المحفل العالمي.
واليوم، يشغل سيف سميرات منصب مدير العمليات الهندسية في شركة استشارية هندسية في العاصمة عمّان، حيث قاد جهود التحول الرقمي في مجالات التصميم وإدارة المشاريع، عبر إدخال أدوات الذكاء الاصطناعي في العمليات المعمارية، مما ساهم في تطوير أداء المؤسسة وتعزيز كفاءتها التشغيلية، إلى جانب إنشاء مسارات تدريبية متقدمة استفاد منها مئات الطلبة والمهندسين في مختلف محافظات الأردن.
هذه التجارب شكّلت الأساس الذي استندت إليه الجامعة في تقييم المرشحين، واختيار سيف لمنحة تركّز على الجانب العملي في القيادة، وعلى تطبيقات التكنولوجيا في تطوير بيئات العمل والمؤسسات.
استثمار عالمي في القيادة الأردنية
يمثّل هذا الإنجاز إشارة بالغة الأهمية إلى أن الكفاءات الأردنية تمتلك من الرؤية والابتكار والتأثير الواقعي ما يؤهّلها لتكون ضمن خرائط النخبة العالمية إذا ما أُتيحت لها الفرصة وعزّزتها الإرادة. ولعلّ في قصة سيف سميرات تذكيرًا بأن القيادة الحقيقية تبدأ من الإيمان بالفكرة، وتنمو بالالتزام، وتثمر حين تتحوّل الموهبة إلى أثرٍ ملموس في حياة الآخرين.
يواصل سميرات اليوم رحلته من عمّان إلى نيوكاسل لا كعابرٍ في مسارٍ أكاديمي، بل كمشروعٍ قيادي يجسّد قدرة الأردنيين على أن يكونوا شركاء فاعلين في صناعة المستقبل، لا متفرّجين من الهامش.