هذا كان بالضبط أول سطر افتتحت به محاضرتي على المسرح في مركز الحسين الثقافي، ضمن منتدى المعماريين الشباب – بحضور أكثر من 1000 شخص.
بدأت حديثي من أول لحظة تخيل فيها الإنسان فكرة الأتمتة والذكاء الاصطناعي… تلك اللحظة التي بدأنا نتساءل فيها: ماذا لو أصبح العمل يفكر بنفسه؟
ثم شاركت 4 أسرار ساعدتني في تحويل الذكاء الاصطناعي إلى أداة جدّية داخل مقترحات التصميم المعماري – بنفس قوة وأهمية أدوات النمذجة والرندر التقليدية.
1. لا تكتب Prompt عن المشروع، بل عن “المشهد”
أول خطأ يقع فيه الكثير هو البدء بكتابة وصف شامل عن المشروع كله.
بدلاً من ذلك، ابدأ بمشهد واحد فقط. تخيل نفسك تمسك بكاميرا، وتلتقط صورة من زاوية خارجية أو داخلية للمشروع. هل هي لقطة جوية للموقع؟ أم زاوية مريحة من غرفة المعيشة؟ هذه هي نقطة البداية.
بعدها، ابدأ بوصف المشهد بالكلمات. هنا يبدأ دورك كمعماري: تحويل الرؤية البصرية إلى قصة مكتوبة.

2. هيكل الـ Prompt مهارة تحتاج تدريب
في البداية، ركز على ترتيب عناصر المشهد بترتيب منطقي.
هذه العادة ستساعدك على تعلم كيف تفكك الصورة إلى كلمات، وتتذكر التفاصيل المعمارية، وتبقى متماسكاً مع متطلبات العميل أو منطقك التصميمي الخاص.
في المحاضرة، شرحت خطوات هذا الترتيب بالتفصيل. هي مهارة، وكل ما تدربت أكثر، كل ما أصبحت تلقائية.
3.التوقيت هو كل شيء
هذه النقطة إبداعية وإدارية في نفس الوقت.
السر هو أن تعرف متى تستخدم الذكاء الاصطناعي ولماذا. إذا بدأت مبكراً أو متأخراً جداً، قد تفقد وضوح المقترح أو حسّه الإبداعي.
تحدثت عن مراحل التصميم، وكيف أن فهم هدف كل مرحلة يساعدك تقرر ما إذا كان الذكاء الاصطناعي يجب أن يساعد في الكتلة، أو الإحساس العام، أو الشكل، أو حتى الرندر النهائي.
ليس الموضوع مجرد “إلقاء أوامر” وانتظار نتائج عشوائية. الموضوع هو استخدام الذكاء الاصطناعي بأداة محسوبة واحترافية.

4. ماذا بعد مرحلة الـ Prompt؟
دائماً اسأل نفسك: بعد ما أتقننا كتابة الـ Prompt، ما الخطوة التالية؟
هنا قدمت مفهوم “LoRA” – وهي اختصار لـ Low Rank Adaptation.
شرحت كيف قمنا بتدريب النموذج ليفهم أسلوب شركتنا في التصميم. ليس فقط هندسة عامة، بل طريقتنا الخاصة في التفكير، والرسم، وتقديم المشاريع.
هذا جعل العمل باستخدام الذكاء الاصطناعي أكثر سلاسة، وكأن النظام أخيراً “فهمنا”.

مع نهاية المحاضرة، رفعت أكثر من 100 يد لطرح الأسئلة. كانت لحظة جميلة جداً. شعرت أن الرسالة وصلت، وأن الطاقة في القاعة لا تُنسى.
كل هذه الفقرة استغرقت 25 دقيقة فقط على المسرح – لكنها كانت نتيجة أسبوع كامل من التحضير.
شكراً لكل من حضر، أو حاول الحضور.
بدلاً من كتابة وصف عام للمشروع، اكتب مشهد. تخيل أنك تلتقط صورة بكاميرا، وصف ما تراه داخل هذا الإطار. هل هي لقطة جوية؟ أم تفصيلة داخل الفراغ؟ هذا هو مفتاح الـ Prompt الناجح.
— سيف سميرات
سيف سميرات
فيديو المحاضرة على فيسبوك: Facebook